الأربعاء، مارس 03، 2010

احترق من فضلك !!

نوعان من الناس في هذه الحياة ، مشعلوا الحريق ومطفؤُها ، لا ثالث لهما ، والتصنيف للقدير جون ماكسويل الوارد في كتابه الأخير ، " الموهبة لا تكفي أبداً"!!؟

ومشعل الحريق باختصار هو من يحرص أن يراك مشتعلاً ، متوهجاً ، فيسعى أن تبقى تلك النيران بداخلك ، ليكون أحرص منك عليها ، ولا يهدأ أبداً إذا ما راى في الجو غيماً ، أو بوادر هطول قد تروض تلك النيران وتقلمها وتجعل منها برداً وسلاماً عليك ، فيموت الطموح وتصبح القدرة على الحلم هي أقصى الأماني !! فإنه إن شعر بإن الحياة ستسلبك الحلم ، وأن المثبطات بدأت تحيط بك من كل صوب ، كب البنزين ليوقد اللهب من جديد ، ليصرخ في وجهك...تحرك...أركض...أقفز ...لا تقف فالسكون علامة الأموات

أمّا مطفئها ، فهو قاتل محترف ، وجندي جبان يوجه بندقيته صوبك بدلاً من صدر العدو. هو من يقتل فيك الحلم ، وكل طموح متعللاً بقدراتك المحدودة ، وطاقاتك المفقودة ، أو مذكراً بقائمة طويلة من المستحيلات التي لا تحصى ومعادلات المعقول واللامعقول التي تملئ عقله المريض ، فما هي إلا لحظات إلا وقد أنطفأت الشعلة وخمدت الطاقة بداخلك ، ليتحول الحلم الساري في عروقك إلى بقايا دماء متخثرة ، محيلةً كل ما فيك إلى سكون مخيف و إمتعاض وكلل وملل وروتين، وموت

تلك النماذج التي نتحدث عنها لا تعيش على سطح المريخ ، بل هي موجودة هنا على الأرض ، تأكل معنا وتشاركنا أيامنا ، وتسكن بيوتنا بل منهم أهلنا وأحبائنا ، وأقرب الناس إلى قلوبنا ، زوجة كانت ، أو أماً أو أباً ، ممن أحترفوا مهنة إخماد الحريق بجدارة ، لتكون المحصلة أفراد يولدون ويعيشون يملئهم البؤس و"التناحة "، وجيل يتلعثم خجلاً من مجرد التفكير في حلم ، أو تحدي الواقع بكل ما فيه من صعوبات

لكن كي تكون ناجحاً في حياتك ما عليك إلا أن تصر على أن "تُشعلّل" حياتك وتجعل من مشعليها رفقاء الدرب ، ولتتخلص من مضعفي الهمم ، لكن بتريث و أرجوك لا تٌطلّق زوجتك أو تلقي بها في أقرب سلة مهملات فجأة متعللاً بإنها من الصنف إياه ، وأنها ليست من مشعلي حريق الطموح بداخلك ، فلسنا بصدد تصفية حسابات زوجية هنا ، وإنما حاورها وأخبرها أنها الأساس في حياتك وأنك لن تصل للقمر إن لم يكن الوقود
يكفي ، إن لم تدفع العربة يدٌ أخرى تساند يدك المتأججة حماسةً

كلنا يملك الحطب ، وعود الثقاب ، كلنا يحمل شيئاً ثميناً بداخله ، فأشعل النار وأتكل على الله . لا نحتاج لرجال مطافئ في دروبنا ، فالحياة وحدها تمتلئ سحباً وغيوماً وعواصف قد تحيل أي شعلة إصرار إلى رماد في لمح البصر !! نحتاج إلى حماس متدفق ، وثورة دائمة ومثابرة ، وتفائل ، وهؤلاء أهم ألف مرة من موهبة كئيبة قد تُولد وتُسجن في قلبٍ يتثائب أو يرتعد خجلاً وخوفاً من مجرد الخوض في غمار محاولة


عليكم بالنار فهي سر الشباب الدائم ، وهي سر الحياة

ثــــامر عدنـــان شــــاكر
جريدة عكــــاظ

مقال جميل أعجبني أرجو أن يعجبك أيه القارئ الكريم

ليست هناك تعليقات: