السبت، مايو 28، 2011

المرأة والأحدب ( من الأدب المترجم)

يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه. وفي كل يوم  يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..

كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”، بدأت  المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:“كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟”

في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت ” سوف أتخلص من هذا الأحدب!” ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها في الارتجاف ” ما هذا الذي أفعله؟!”.. قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.

كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال ” إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!!  وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته”

بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وطهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!!

 لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!

لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”

..
..
..

المغزى من القصة:

افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها، لأنه في يوم من الأيام وحتى لو لم يكن في هذا العالم ولكنه بالتأكيد في العالم الأخر سوف يتم مجازاتك عن أفعالك الجيدة التي قمت بها في هذا العالم، كما أن صبرك على الأذى وأعمال الشر بالتأكيد ستعود عليك يوماً ما بالخير وسوف ينصرك على من ظلمك واقل ما يمكن أن تحصل عليه حسناته التي ستذهب اليك وسيئاتك التي ستدخل حسابه يوم القيامة

فمن يعي الدرس ...... من يعيه

الثلاثاء، مايو 24، 2011

كوب قهوة





أحيانا ترى الكوب فلا يعجبك شكله ..
ولا يعجبك لون القهوة
ولكن ما إن تتذوقها حتى تتلذذ بكل قطرة
ولا تتمنى أنتهائها 
كشخص رأيته لم تعجبك هيئته ولكن ما
 أن تحـادثه..
حتى تتمنى عدم مضي الدقائق بسرعه
       ليطول هذا اللقاء
             
وهناك أكواب قھوھْ..
لها أسماء عدة واختلاف في النكهات “
وحتى الناس
يختلفون في تذوقهم و تلذذهم بهذھ الاكواب


هناك من يرى كوب قھوھْ..
ولكن لا يستطيع أن يتذوقه  ..
لأنه لا يملك الـمادھْ لـشراء لـو رشفه واحده .. 
ولكن تعجبه الرائحه و يعجبه تلذذ غيره بھا
ليغادر المكان بصمت وألم  ..
كـ شخص أحـب شخص آخر من بعيد ..
 لا يستطيع التقرب منه
لانه لا يملك الأسلوب أو الصفات المطلوبه
ويرى غيره يتقرب منه ويتودد اليه ,
فيغادر بصمت ويملئ قلبه الألم
 
هناك من أصبح مدمن أعتادها  
صاحب المزاج الـذي يحب أن يرتشفَ  
القھوة ،من حين الى حين 
حتى ينغمس في مذاق القهوه ويتجرعها بكل شراهه..
كشخص أصبحت لا تطيق فراقه وتلازمه..
وما أن يغيب عنك
حتى تبداء حـآلات جنونيه تظهر عليك
 
وهناك كوب قھوة يغريك شكله   
وتفكر بأنك سترتشفه برقه وتستلذ
بطعمه.. 
ولكن ما أن تضع قطره في فمك..  
حتى تبصقه لمراره طعمه
كشخص تعجبك هيئته وتسرع لمحادثته..  
لتكتشف أنه صغير العقل 
قليل القدر والأحترام فتسارع لمغادره هذا المكان..
كلمات وقفت على باب بريدي فنقلتها لكم

الأربعاء، مايو 18، 2011

أسامة بن لادن .. ظاهرة القرن الجديد

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على  لسان رئيسها  باراك أوباما مقتل أسامة بن لادن بفرح شديد، وشعور عميق بالانتصار، وهذه الحالة غريبة في التاريخ الإنساني؛ حين تعلن دولة إمبراطورية كبرى في العالم قتل شخص واحد بأسلوب يدل على وصولها لمرحلة من العجز والشعور بالإحباط وعدم القدرة على تحقيق هدفها وغايتها إلا بمشقة كبيرة، وبالفعل فقد عجزت أمريكا وحلفاؤها خلال عشر سنوات من الوصول إلى أسامة بن لادن، ولهذا جاء خبر مقتله مفاجئا للجميع.
وقد وقع كثير من الناس في الاضطراب والحيرة والتخبط أثناء التعليق على الحدث، فمن الناس من أعلن فرحه بقتله لوجود بعض الأخطاء لدى بن لادن، مع أن أهل العلم قاطبة يرون هذه الأخطاء لا تخرجه من الإسلام؛ فهو لا يزال مسلما له حقوق الإسلام، وقد تم قتله على يد المحتلين.
 ومن الناس من التزم الصمت خوفا من التعليق على الحدث، وصار كل من يترحم عليه كأنه مخطىء، والحقيقة التي يجب إدراكها أن أسامة بن لادن قد هجر الدنيا وهي بين يديه وتحدث الذين عايشوه عنه باتصافه بحسن الخلق.
وبلا شك أنه كان بشرا يقع منه الخطأ وإن كانت أخطاؤه يراها الناس ذات أثر سلبي كبير فإن حقه كمسلم يبقى, كما يبقى حقه في أن يقال عنه الإيجابيات التي اتصف بها كما يقال عنه السلبيات التي امتلأت بها وسائل الإعلام.
إن الواجب في الحديث عن الرجل وقد رحل عن دنيانا إلى لقاء الغفور الرحيم سبحانه هو الاعتدال والاتزان في الحديث عنه وإعطاؤه حقه مع بيان الخطأ وعدم الإقرار على الغلو والتجاوزات التي أضرت بالمسلمين وبالبلاد، فلا نُعصّمه - أي ندعي عصمته من الخطأ -، ولا نكفره بارتكابه للأخطاء والمعاصي والتجاوزات.
إن الأخطاء التي وقعت من ابن لادن لا يمكن أن تجعل المسلم يفرح بقتله، فالأخطاء لا يجوز إقرارها، ولكن أيضا لا يجوز أن تتحول إلى وسيلة لمشاركة الكفار فرحهم بقتل مسلم كان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله, فضلا عن الذين يسوقون للفكر الأمريكي، ويرددون كلامه واتهاماته، وينسون أن أكبر الإرهابيين هو الحكومة الأمريكية التي قتلت الملايين، واحتلت بلدين من بلاد الإسلام، ودعمت الإرهاب الإسرائيلي واحتلاله لفلسطين.
إن ما قام به ابن لادن من القتال خلال حياته يمكن تصنيفه إلى صنفين أحدهما قتال المحتلين لبلاد الإسلام وكانت رؤيته في ذلك كونه يجاهد عدوا استباح بيضة الإسلام واحتل أرضه, والثاني أمره بالقتال داخل البلاد الإسلامية وهذه من الأخطاء العظيمة التي لا يمكن أن تسمى جهادا بأي حال من الأحوال، والقتال الذي انتهى بموته هو من الصنف الأول فهو يقاتل أعداء الإسلام المحتلين، ولم يقتل في معركة مع المسلمين.
لعل من أبرز ما يلفت النظر في ظاهرة ابن لادن أنه استطاع أن يشارك في إزالة حالة الرعب والهلع والخوف الشديد من الجيش الأمريكي المتطور، ويعود ذلك إلى قوة إيمانه بالمبادئ التي وضعها لنفسه، وعدم الركون إلى الدنيا وملذاتها.
وهذه الحالة تعد ظاهرة متفردة في العقيدة القتالية التي لا تعبأ بالإمبراطوريات الكبرى، ولا تخاف من قوتها العسكرية، ولهذا أصبحت تخيف أعتى الطغاة والجبابرة الذين يمتلكون الأسلحة النووية، ويستعملون الأقمار الصناعية، والتقنية المتناهية في التعقيد والدقة، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في نفسه.
 وابن لادن من هذه الزاوية يعد ظاهرة في هذا القرن الجديد فقد أتعب أقوى الدول في العالم، وأحرجها، وأسقط حكومات وزعماء وأسواق مالية كثيرة، وإذا كان مؤرخو العصر الحديث يعدون الثائر تشي جيفارا أحد الشخصيات المبهرة في المقاومة والتحدي فإن جيفارا لم يكن أبدا بمستوى ابن لادن في التحدي والقوة والشهرة العالمية والتأثير الدولي، والفارق الرئيسي بينهما هو الإيمان الذي يرفع الله به أقواما ويضع آخرين.

  نقلاً من موقع الدرر السنية


ولي تعليقي الخاص هنا .. بغض النظر عن إن كان مقتله صحيحاً أم لا فهو بطل زمانه وجبل أشم وشخصية رائعة أعجبت بها ولا أزال  ولست معنية بما يحمله من بعض الأفكار التي تخالف الدين فيبقى له وزنه ومكانته في قلوبنا فرحمك الله يا أباعبدالله وغفر لك ذنبك ويسر حسابك ووسع لك في مدخلك ..