الأربعاء، يوليو 13، 2011

العاصفة ، السكون

من أسوأ اللحظات التي نمر بها لحظة الضعف .. سوء أكان ضعفاً جسدياً أم عقلياً أم مادياً .. الضعف بكل أنواعه مهما كبرت أوصغرت.. فحين تهب على روحك عاصفة هوجاء تبعثر لك مشاعرك وترمي بك جسداً بلا روح وتحيل كل ماحولك إلى صحراء مقفرة موحشة فلا تسمع إلا أزيزها ولاترى الا ذرات الغبار المتطاير هنا وهناك فتحجب الرؤية عنك وتبقى متشبثاً بأي شيء مهما كان صغيراً وتحاول النهوض لتتابع مسيرك فتتعثر مرات ومرات وتغيب شمسك ليحل الليل ويلفك هو الآخر بسواده وشيئاً فشيئاً تهدأ العاصفة وتعيش لحظة هدوء حذرٍ مترقب ..؟
 شلالٌ من الأسئلة والأفكار تنهمر فجأة عليك لتحاول أن تجيب ولتجمع شتات عقلك .. لماذا وكيف وينبغي وسأفعل ولن أفعل وسيصبح وكلا سيكون هذا أفضل وما الحل برأيك .. لتبدأ مرحلة من الضياع الذهني بمجرد ضياع أوراقك مع العاصفة .. أنهض وأتحسس عليَ أجد ورقة تخصني وتنير لي طريقي أتخبط كثيراً ثم أتراجع لمكاني وأضع يداي على رأسي لتهدأ أفكاري ولأجد أجابات شتى ..!  أغفو قليلاً وأسبح ببحر هائجٍ من الأحلام  لتوقظني أشعة الشمس اللاهبة.. 

هاقد طلع الصباح .. أجول بنظري الحائر هنا وهناك لأجد بعضاً من أوراقي المبعثرة .. احساسٌ ينتابني هذه اللحظات وأنا أنحني لألتقط أوراقي .. [ إنه الضياع ] 
أطلق تنهيدة من أعماقي تتبعها أخرى لأقول لنفسي ماذا أفعل؟ ولم أفعل ذلك ؟ هل وصلت لدرجة أصبحت فيها عاجزة عن التفكير الا بك؟ لم أكون دائماً في حالة ترقب ؟ لماذا أكذب على نفسي كثيراً لأصفك بأنك مجرد نقطة لنهاية سطر ؟  ستلفظك كل زواياي ؟ لم أجدني أبحث عنك حتى بين أحرفي ؟  عشرات الإستفهامات تدور وتدور وتصيبني بالأعياء .. آهـ يا إلهي .. ربي ما الذي أصابني فأنا لم أعد أعرف نفسي ..

لقد خارت كل قواي .. أنطرح أرضاً وأبقي عيناي مغمضتين فقد أخذ الإرهاق مني مأخذه ..
سكون .. يتابع حالتي بصمت يقف على رأسي ويعيد لي ترتيب ماتبعثر.. يقرب قنينة الماء  لفمي لأبلل عروقي  ويضع نقطة نهاية السطر ليتركني أهنأ براحة البال لدقائق معدودة ..!

لربما تبعثرتم أنتم مع تبعثر هذه الأحرف فأنا بالكاد أسيطر عليها .. فلتعذروني 

كانت هنا .. ترانيم الروح


ليست هناك تعليقات: