الجمعة، يناير 06، 2012

حين تُجنى ثمرة الصبر



سبع سنوات عجاف مذ غادر مركبك مينائي ، ظللت بعدها أرقبُ قدومك كلما بدأ انبلاج فجرٍ جديد .. أجر خطاي مثقلة نحو منارة الصبر لأصعد وأشعل فتيلها لتبث ضوئها في كل الاتجاهات ..  
كم هي مُرةٌ سنوات الفراق .. وكم كنت أتذكر آخر لحظة رأيت فيها عيناك تودعني وتحمل حقائبك وتسير حتى تختفي أمام ناظري .. كم دمعة حاولت أن أمنعها قسراً لئلا تحفر أخاديد الأسى وتغير معالم وجهي .. كنت ومازلت أحافظ على رباطة جأشي وصلابتي حتى لا أبدو كالمومياء المهترئة.. غير أن تلك المضغة خلف أضلعي تصطلي كل يوم  بنار لم تفتأ تذكيها وأرأف لحالها .. أتناول بعضاً من مسكنات اللامبالاة وأدفعها بماء الصبر مخلوطاً باليقين والثقة بربي .. لتهدأ وتنعم ببعض الراحة والامان .. 
سبع سنوات .. يا الله ما أطولها .. فقد حملت بيدي شهادتي الجامعية وعملت بتعليم النشء واختلطت بكل أصناف المجتمع وتعرفت على الكثير من الوجوه وسبرت أغوار بعض النفوس ودخلت بعلاقات كثيرة كل ذلك لمحو صورتك من ذاكرتي المرهقة ولكنها تأبى وتعيد صقل صورتك مرات ومرات لتبدو براقة ولامعة لايشوبها شائبة .. !! 

يا الله .. قلي بربك ما الذي فعلته بي .. لم جعلتني معلَقةً هكذا .. لقد أصحبت وحيدة برغم تواجد الكل حولي وبرغم علاقاتي الواسعة وبرغم تفاني البعض لأسعادي والفوز بقربي !! لكني لم أستطع أن أتقدم لخطوة واحدة وأضع يدي بيد أحد .. ولا لأهب قلبي لأحد وكأن كل شيء أصبح وقفاً عليك لايجرؤ أحداً عليه .. ولا أزال أتذكر حفنة من المتطفلين حاولوا جاهدين ليصلوا ولم يفلحوا .. 
 آهـ ٍيالسعادتي حين علمت بعودتك .. وحفظك للعهد الذي قطعته لي .. وتحقيق حلمك الذي طالما حدثتني عنه  ، ولاتزال كلماتك يتردد صداها في أذناي وأنت تقول يبقى حلمي الكبير حين أعود .. 
تنفست الصعداء وأدركت أن من صبر ظفر .. استلقيت على سريري وأغمضت عيناي ليبدأ مشوار الأحلام المخملية  ..أغفو وصورة ابتسامتك الفريدة  تبقي أملاً في مضغتي لأصحو بقمة المتعة والانتعاش .. 

سعدت بتواجدك كثيراً فحيهلاً ومرحبا